المنطقة الرمادية
سمعت استشارة مرة في العيادة وأنا طالبة، ولفتني رد المستشارة على التي تستشيرها في أمرٍ أشكلَ عليها.. فقد كان رد المستشارة: (أنتِ ما حطيتي لنفسك الآن إلا خيارين، يا أبيَض يا أسوَد، وحصرتي نفسك بين لونين فقط.. دائمًا فيه منطقة رمادية بالوسط، واللون الرمادي جميل، ودرجاته كثير!) لا أذكر شيء من بقيّة الاستشارة، ولكن هذه العبارة ظلّت عالقة في ذهني لسنوات.. بدأت بتطبيق مبدأ الأبيض والأسود على كل ما أتأمله في حياتي العلاقات، القرارات، المشكلات، وغيرها في القرارات مثلًا، من أول القرارات التي يتخذها الإنسان بنفسه في حياته هو قرار التخصص، فكثيرًا ما نسمع عبارة (يا طب يا ما أدخل جامعة أصلًا) والمنطقة الرمادية هنا هي أي تخصص آخر مُتاح له ويتناسب مع رغباته، حتى لو لم تكن بنسبة 100% فتخصص غير مطابق لرغبتي بشكل تام أفضل من ألا أدرس من الأساس – حديثي هنا طبعًا بعد أن يبذل الإنسان وسعه وتستفذ كل الوسائل من بين يديه فلا يكون الطب أو الهندسة وغيرها من رغباته خيارًا متاحًا له- وفي المشكلات، مثلًا قد يكون لديك عشرة حلول للمشكلة التي تواجهها، ولكن واحد فقط من هذه الحلول الحل المُرضي بالنسبة لك بنسبة 100%، فأن...